فقدت موريتانيا اليوم أحد أصدقائها الكبار، الأمير كريم الحسيني، المعروف عالميًا بلقب الآغا خان، والذي وافته المنية عن عمر ناهز 86 عامًا.
كان الآغا خان الزعيم الروحي للطائفة الإسماعيلية النزارية، نسبةً إلى نزار بن الخليفة المستنصر بالله الفاطمي. وقد تولى الإمامة عام 1957، وهو في العشرينيات من عمره، وقاد طائفته على مدى عقود، معززًا نهجها في العمل الخيري والتنموي.
زار الراحل موريتانيا لأول مرة عام 1960، وهو في الرابعة والعشرين من عمره، للمشاركة في احتفالات إعلان استقلال البلاد. وكان آنذاك حديث التخرج من قسم التاريخ بجامعة هارفارد. وخلال العقود التالية، قدّم دعمًا سخيًا للدولة الناشئة، شمل تمويل بعثات طلابية موريتانية إلى الخارج، والإسهام في بناء مؤسسات طبية داخل البلاد.
يعد الأمير كريم الحسيني من الشخصيات البارزة عالميًا في مجالات التنمية والتعليم والصحة، حيث أشرف على شبكة واسعة من المشاريع الخيرية والإنسانية في مختلف القارات، وخاصة في الدول النامية.
وقد أثارت وفاته موجة من الحزن في أوساط عائلته وأتباعه الإسماعيليين في سوريا والعالم، إضافةً إلى من عرفوه في موريتانيا وغيرها من الدول. رحم الله الأمير كريم الحسيني، وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
وتحول الآغا خان إلى رجل أعمال كبير، وتجاوزت ثروته 13.5 مليار دولار بحسب صحيفة فوربس والذي تعتبره من أغنى ملوك العالم، وهو يحمل الجنسية البريطانية والبرتغالية، وأصبح من أكبر رجال الخير في العالم، عن طريق مؤسسته الخيرية «آغاخان».