في رد على مقال رئيس حزب “نداء الوطن”، داود ولد أحمد عيشه، أكد أحمد ولد خطري تأييده النسبي للطرح الذي قدمه الأخير بشأن وحدة المجتمع البيظاني وأهمية الانتماء الثقافي كمعيار رئيسي لهوية الفرد.
واعتبر ولد خطري أن هذا الطرح يعكس فهمًا عميقًا للتاريخ الاجتماعي والثقافي لموريتانيا، ويعزز ضرورة تجاوز التصنيفات العرقية والطبقية لبناء مجتمع متماسك.
وأشار ولد خطري إلى أن المجتمع البيظاني يجب أن يُفهم بوصفه نسيجًا ثقافيًا موحدًا بدلاً من كونه تصنيفًا عرقيًا، مؤكدًا أن الانتماء إليه لا يعتمد على الأصل البيولوجي بل على القيم الثقافية المشتركة مثل اللغة الحسانية واللباس التقليدي والاستماع إلى التيدينيت. وأوضح أن هذه القيم تشكل الهوية الثقافية للمجتمع البيظاني بغض النظر عن لون البشرة أو التاريخ العرقي للفرد.
كما تناول موضوع التصنيفات الطبقية مثل “الحرطاني” و”العربي” و”إيكيو”، معتبراً إياها مفاهيم عفا عليها الزمن، ويجب أن تتجاوزها الأمة الموريتانية لصالح بناء مجتمع أكثر تكافؤًا يعتمد على الكفاءة والعمل والاجتهاد، لا على التصنيفات المتوارثة.
وحول العلاقة بين الإسلام والتقاليد البيظانية، شدد ولد خطري على أن الإسلام هو الأساس الذي يقوم عليه المجتمع البيظاني، معتمدًا على مبدأ العدل والمساواة كما ورد في الحديث الشريف: “لا فرق لعربي على عجمي إلا بالتقوى”. واعتبر أن هذا المبدأ يجب أن يكون مرشدًا للمجتمع في تقدير الأفراد بعيدًا عن التمييز على أساس العرق أو اللون.
ودعا ولد خطري إلى ضرورة التكيف مع العصر الحالي ونبذ التصنيفات الطبقية البائدة التي تتناقض مع المبادئ الإسلامية، مشيرًا إلى أن هذه التصنيفات لا تساعد في تحقيق التقدم والتنمية المستدامة. وأكد أن موريتانيا بحاجة إلى توحيد صفوف أبنائها لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، خاصة في ظل الوضع السياسي المتوتر في المنطقة.
وفي ختام تدوينته، حذر ولد خطري من أن استمرار الانقسامات الطبقية داخل المجتمع الموريتاني قد يؤدي إلى تفاقم الصراعات الداخلية ويهدد استقرار الدولة، وهو ما قد يعرض البلاد لمخاطر جسيمة. وأكد أن الوحدة الوطنية والعمل المشترك بين جميع أبناء الشعب الموريتاني هو الطريق الوحيد لتحقيق التنمية والازدهار، داعيًا الجميع إلى وضع مصالح الوطن فوق كل اعتبار.